عندما نفقد الإحساس بإنسانيتنا:
· عندما يفقد الإنسان الإحساس بإنسانيته، فإنه يفقد- تبعا لذلك- أهم ما يميزه عن الكائنات الحية الاخرى..
· وعندما يعيش بلا (إحساس) فإنه يحيا بلا (حياة).. لأن الحياة إنما هي إحساس لا غير..
· عندما تعيش مجردا من معاني الحب والصدق والإخلاص والتجرد- فإنك بلا شك ستحمل أضداها ما احتملت كنانتك.. ومن لم يحمل معان إيجابية إنسانية سامية، فإنه سيحمل معان سلبية لا إنسانية سافلة..
· تخيل شخصا (ما) يحمل بين أضلعه قلبا ملؤه البغض والغل والكراهية والضيق والشك..
- ألا يفقد مثل ذلك الشخص مبررات استمراره على (جِيد) الحياة؟
· لكنك- أيضا- يا عزيزي القارئ.. قد تفقد الإحساس بإنسانيتك وتفقد تبعا لذلك مبررات البقاء.. برغم ما تحمله من (نوادر) الخلال بين حنايا قلبك الاخضر..
· وقد تفقد الشعور بوجودك (الإنساني) بالرغم من طلعتك المشرقة.. وابتسامتك المضيئة.. وأياديك البيضاء..
· وقد تفقد الإحساس بإنسانيتك في زحمة انشغالك بتوفير متطلبات الحياة.. ويا للغرابة!!
- ففي العمل.. قد تفقد إحساسك بالحياة والإنسانية.. عندما تُعد كآلة في أصول المؤسسة.. تستهلك أنت لتبقى هي.. يبقيك رب العمل كأداة يحركها كيف ومتى شاء..
- والمؤسف أن ما تحصل عليه من تعويض في مقابل العمل، لا يعدو كونه أقل ما يمكن أن يبقيك على (قيد) الحياة.. بحيث لا يمكنك الاستغناء عنه ولا يعجزك الاستمرار..
- وتفقد الإحساس بالحياة عندما يتحول عرقك وجهدك بل ودمك إلى ذهب خالص بين يدي الإقطاعيين الجدد.. في القرن الحادي والعشرين..
- وتفقد الإحساس بإنسانيتك عندما تمتهن كرامتك ويراق ما تبقى من ماء وجهك.. وتعرض نفسك ومن تعول للتشرد- حين تتجرأ على المطالبة بحق من حقوقك المشروعة.. أو تبدي رأيا يثير حفيظة (الأرباب)..